الميزانية هي أحد الأساسيات لإدارة النفقات والادخار، والتي تضمن لك بأن يكون هناك أموال في متناول يدك لإنشاء صندوق طوارئ. وعلى المدى الطويل، يمكن أن تساعدك الميزانية أيضاً في التخطيط للأهداف المالية الكبيرة، مثل شراء منزل أو ضمان تقاعد آمن.
يلتزم القليل من المستهلكين بميزانية شهرية، وقد يكون هذا أحد الأسباب التي تجعل غالبية الناس يعيشون أيضاً حياة تنطوي على الدخل الشهري فقط!.
بدايةً قد تُعطيك فكرة امتلاك ميزانية شعوراً مقيداً، ولكنك قد تجد أن امتلاك واحدة هو في الواقع أمر مريح للغاية، ومما لاشك فيه أن للميزانيات طريقة رائعة لموازنة القيمة المالية والإنفاق، وذلك من خلال مساعدتك على أن تصبح مسؤولاً عن أموالك وأن تتجنب الديون غير الضرورية.
ما هي الميزانية؟
تتعقب الميزانية الأموال التي تحصل عليها (دخلك) والأموال التي تصرفها (نفقاتك)، ويجب أن يكون دخلك أكبر من نفقاتك لتجنب إغراق نفسك في الديون.
سيساعدك مقارنة دخلك الشهري بنفقاتك الشهرية على اتخاذ قرارات مهمة، وقد تقرر تخفيض نفقاتك، أو تدرك أن لديك الكثير لتضعه في المدخرات أكثر مما كنت تعتقد. قد تشجعك الميزانية على اتخاذ نهج أكثر جرأة تجاه سداد الديون. وأياً كان ما تقرره، فمن المؤكد أن إنشاء الميزانية سيساعدك في تحقيق أهدافك.
لإنشاء الميزانية، من المهم التمييز بين إجمالي وصافي الدخل، حيث دخلك الإجمالي هو المبلغ الكلي الذي تتقاضاه شهرياً. فعلى سبيل المثال، إذا كنت تربح 20$ في الساعة وتعمل 10 ساعات في الأسبوع، فإن دخلك الإجمالي هو 200$ في الأسبوع.
مع هذا، سيكون راتبك أقل من ذلك، لأنه قبل أن يُدفع لك، سيتم خصم أموال الضرائب والتأمين منه. يُعرف المبلغ الذي تراه في إيداع الراتب بعد خصم هذه التكاليف باسم “صافي الدخل”، وعند إنشاء الميزانية، ستعتمد على صافي المبلغ، لأنه هذا هو الإجمالي الذي تتلقاه فعلياً كل شهر.
تتضمن الميزانية أيضاً مراقبة نفقاتك، حيث هناك نوعين من النفقات: الثابتة والمتغيرة. لا تتغير النفقات الثابتة من شهر لآخر، وعليك دفعها، وهي تشمل أشياء مثل الإيجار ومدفوعات السيارات والتأمين.
أما النفقات المتغيرة تميل إلى التغيّر كل شهر، ويمكن أن تشمل الضروريات مثل البقالة والملابس، والتي قد تُنفق عليها مبالغ مختلفة كل شهر، بالإضافة إلى الأشياء الغير الضرورية مثل السفر والعشاء في المطعم.
يشار أحياناً إلى النفقات المتغيرة على أنها إنفاق تقديري. ويعد التمييز بين النفقات الثابتة والمتغيرة أمراً أساسياً لإنشاء الميزانية.
كيف تنشئ ميزانية؟
يتطلب بناء الميزانية هذه الخطوات الأساسية:
- حدد دخلك
إذا كنت تعمل لحساب شركة ما كموظف بدوام كامل، فمن المحتمل أن يكون لديك دخل يمكنك التنبؤ به مع دفع منتظم. أما إذا كنت تعمل لساعات عشوائية أو تعتمد على دخل جانبي، فابذل قصارى جهدك لتقدير المبلغ الذي تحصل عليه كل شهر.
- التعامل مع النفقات الخاصة
حتى إذا كنت تخشى أن تكون نفقاتك خارجة عن السيطرة، قم بجمعها حتى تعرف المبلغ الذي تنفقه كل شهر.
- قم بمراقبة النفقات
تتبع إلى أين تتجه أموالك وقارنها بالمبلغ الذي خصصته للإنفاق الثابت والمتغير. احسب إيصالاتك كل أسبوع، أو انظر إلى كشف حسابك المصرفي لمعرفة أين تُصرف أموالك.
- حدد أهدافك
تذّكر ما الذي دفعك لإنشاء ميزانية في المقام الأول، ربما تعمل على سداد ديون بطاقتك الائتمانية أو تحاول الادخار لقضاء إجازة في عامك المقبل. اكتشف ما إذا كانت أهدافك طويلة المدى أو قصيرة المدى أو بينهما، وحدد المبلغ الذي يمكنك تخصيصه لتحقيق هذه الأهداف.
- ابدأ في الادخار
من الممكن أن يكون إنشاء خطة للتوفير هي أحد أهداف الميزانية الأساسية. ومع ذلك، يركز بعض الناس بشدة على سداد الديون أو التخطيط لحدث معين، مثل حفل زفاف أو إجازة، لدرجة أنهم يغفلون عن أهمية الادخار طويل الأجل.
حاول ألا تدع الأهداف قصيرة المدى تمنعك من توفير المال لأهداف طويلة الأجل، مثل التقاعد. وفر بانتظام، حتى لو كنت تستطيع فقط تخصيص مبلغ صغير.
- قم بإجراء التغييرات عند الضرورة
يجب أن تتغير ميزانيتك مع تغير حياتك. إذا بدا أن دخلك ونفقاتك وأهدافك لا تضيف شيئاً، فقد يكون الوقت قد حان للتركيز وتغيير الطريقة التي تنفق بها. انظر إلى نفقاتك المتغيرة واكتشف ما يمكنك تقليصه.
- كن واقعياً
قد لا تحتاج إلى التوقف عن زيارة جميع المطاعم، ولكن يمكنك تقييد نفسك بعدد معين من المرات شهرياً. وإذا تغيرت ظروفك في المستقبل، استمر في تعديل ميزانيتك لتناسب أهدافك وأسلوب حياتك.
أنواع الميزانيات
إن أفضل طريقة لوضع الميزانية هي تلك التي يمكنك الالتزام بها، ولكن إذا كنت بحاجة إلى بعض الإرشادات حول كيفية تنظيم إنفاقك، فإليك بعض تقنيات الميزانية المختلفة.
- ميزانية 50-30-20
تستند هذه الميزانية على فكرة أن 50% من دخلك يجب أن يخصص للضروريات، مثل السكن والطعام والنفقات الثابتة الأخرى. ثم يتم تخصيص 30% للتكاليف المتغيرة، مثل الترفيه ووجبات العشاء، وتذهب نسبة 20% الأخيرة نحو مدخراتك.
- ميزانية “الظرف” الشهيرة
تتطلب هذه الميزانية قصر إنفاقك على النقد، وأن تكون صارماً للغاية بشأن المبلغ الذي تنفقه. وإليك كيفية عملها. عليك أن تقسّم إنفاقك إلى فئات، مثل الترفيه والبقالة والغاز وتصنع ظرفاً لكل فئة، ضع مبلغ المال الذي تخطط لإنفاقه على كل فئة طوال الشهر في ظرفها المحدد.
وعندما تحتاج إلى الذهاب إلى البقالة أو تعبئة الوقود في سيارتك، فإنك تأخذ المال من هذا الظرف. وعندما يكون الظرف فارغاً، لا يمكنك إنفاق المزيد على هذه الفئة حتى الشهر التالي.
تتطلب هذه الطريقة الانضباط لمنع سحب الأموال من الأظرف الأخرى، ويمكن أن تساعدك هذه العملية على التفكير في كل ما تشتريه بعناية أكبر.
- ميزانية المبلغ الصفري
مع هذا النوع من الميزانية يحب أن تتأكد من إنفاق كل مبلغ تجنيه، بحيث في نهاية كل شهر يكون باقي دخلك ونفقاتك دائماً يساوي الصفر.
يتطلب هذا النوع من الميزانية أن يكون لديك خطة محددة لكل مبلغ تجنيه. فمثلاً، إذا كان دخلك الشهري 4,000$ وكان إجمالي نفقاتك في شهر معين 3,500$، فإن الميزانية الصفرية تتطلب منك وضع 500$ المتبقية في مكان ما بحيث تعود أموالك إلى الصفر.
يمكنك اختيار وضع هذه الأموال الإضافية في حساب توفير طويل الأجل مثل صندوق الطوارئ أو لسداد الديون.
ما الذي تعلمته من هذا المقال؟
- كيف تنشئ ميزانية ناجحة تناسب حياتك الشخصية وتلتزم بها.
- أكثر الميزانيات انتشاراً في السوق المالي وطريقة عمل كل منها.