ارتفع إصدار سندات الكوارث إلى مستوى قياسي بلغ 17.7 مليار دولار هذا العام، مما رفع حجم السوق الإجمالي إلى ما يقرب من 50 مليار دولار، وفقًا لشركة Artemis التي تتابع الأوراق المالية المرتبطة بالتأمين. ويمثل هذا زيادة بنسبة 7% عن الرقم القياسي المسجل العام الماضي، مع نقل شركات التأمين المزيد من مخاطر الكوارث المناخية إلى المستثمرين من القطاع الخاص.
وقالت تانيا روش، رئيسة إدارة محافظ سندات الكوارث في شركة Twelve Capital السويسرية: “تُعد الأسواق الأكبر والأكثر تنوعًا وعمقًا مفتاح نجاح واستدامة حلول واستراتيجيات الاستثمار في سندات الكوارث”.
تتيح سندات الكوارث لشركات التأمين نقل مخاطر الكوارث الطبيعية مثل الأعاصير والزلازل. ويمكن للمستثمرين تحقيق عوائد تصل إلى أرقام مزدوجة إذا لم تحدث الكوارث المحددة مسبقًا، ولكنهم يواجهون خسائر فادحة إذا وقعت.
وقد جعلت التكلفة المتزايدة لإعادة بناء الممتلكات بعد الكوارث، نتيجة التضخم وزيادة الأحداث الجوية المتطرفة المرتبطة بتغير المناخ، سندات الكوارث أكثر جاذبية لشركات التأمين. على سبيل المثال، حصلت شركة Allstate على حماية إعادة تأمين بقيمة 650 مليون دولار هذا الشهر، وهو مبلغ يزيد بنسبة 86% عن الهدف الأولي.
في عام 2024، من المتوقع أن يحقق مستثمرو سندات الكوارث عوائد بنسبة 16%، مدعومة بفوارق المخاطر والعوائد الأعلى لصناديق أسواق المال التي تتراوح بين 4.5% و5%. ومع ذلك، شهدت فوارق المخاطر تقلبات حادة هذا العام، وتتوقع Twelve Capital أن تستقر بين 5% و7% في عام 2025.
في حين تستخدم شركات التأمين تقليديًا سندات الكوارث لأحداث نادرة مثل الأعاصير، فإنها بدأت الآن في تطبيقها على الكوارث الصغيرة والمتكررة مثل حرائق الغابات والعواصف الرعدية. لكن النماذج العلمية لهذه “المخاطر الثانوية” لا تزال أقل دقة، مما يدفع العديد من المستثمرين إلى تفضيل السندات المرتبطة بالأحداث الكبرى المحددة.
ومع ذلك، أصبحت المخاطر الثانوية تحديًا كبيرًا. وتفيد Twelve Capital بأن الكوارث غير الكبرى ستشكل أكثر من 50 مليار دولار من الخسائر المؤمن عليها هذا العام، مما يعكس “الوضع الطبيعي الجديد” للأحداث مثل الأعاصير والبرد.