في تحول مفاجئ للأحداث، يبدو أن التزام تويوتا الثابت بالمركبات الهجينة (الهايبرد) يؤتي ثماره، متحديًا رفض الرئيس التنفيذي لشركة تسلا إيلون ماسك للسيارات الهجينة باعتبارها “مرحلة” عابرة. أفادت صحيفة وول ستريت جورنال عن ارتفاع ملحوظ في مبيعات السيارات الهجين، حيث سجلت زيادة بنسبة 48% في الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2023 مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق. ويتناقض هذا بشكل صارخ مع الانخفاض في مبيعات السيارات الهجينة في عام 2022، مما يدل على بعد نظر تويوتا في الحفاظ على تركيزها على التكنولوجيا الهجينة. وسلط ديفيد كريست، رئيس مبيعات أعمال تويوتا في أمريكا الشمالية، الضوء على الطلب القوي على السيارات الهجينة، مؤكدا أن تويوتا تسعى جاهدة لإنتاج أكبر عدد ممكن. تزامن الارتفاع غير المتوقع للسيارات الهجينة مع تباطؤ ملحوظ في نمو مبيعات السيارات الكهربائية، مما دفع شركات صناعة السيارات الكبرى مثل جنرال موتورز وفورد إلى إعادة النظر في استثماراتها في إنتاج السيارات الكهربائية. وبينما يستمر سوق السيارات الكهربائية في التوسع، تباطأت وتيرة النمو، مع زيادة المبيعات بنسبة 49% فقط خلال النصف الأول من هذا العام، مقارنة بنمو قدره 63% في نفس الفترة من العام الماضي.
هذا التحول في مشهد السيارات جعل رئيس مجلس إدارة شركة تويوتا ومديرها التنفيذي السابق، أكيو تويودا، يشعر بأنه على حق في شكوكه التي طال أمدها تجاه الحماس الساحق المحيط بالسيارات الكهربائية. وقد دعا تويودا باستمرار إلى تنويع الاستثمارات من خلال الاستمرار في دعم السيارات الهجينة والهيدروجينية. وقد أعرب عن آرائه في تجمع للتجار في لاس فيغاس منذ أكثر من عام، مؤكدا أن اعتماد السيارات الكهربائية سيستغرق وقتا أطول مما توحي به الروايات الإعلامية. على الرغم من مواجهة ضغوط من المستثمرين والاستقالة من منصب الرئيس التنفيذي العام الماضي، إلا أن بعد نظر تويودا أصبح الآن واضحًا حيث يتماشى تركيز تويوتا على السيارات الهجينة مع الطلب المتزايد في السوق. لقد أجبرت ديناميكيات السوق عمالقة الصناعة مثل تسلا وفورد على إعادة تقييم استراتيجياتهم، حيث أعلنت فورد عن زيادة ملحوظة بنسبة 41٪ في مبيعات السيارات الهجينة في الربع الثالث، متجاوزة مبيعات السيارات الكهربائية وتتوقع مضاعفة مبيعات السيارات الهجينة أربع مرات في السنوات الخمس المقبلة. مع تطور مشهد السيارات، فإن التزام تويوتا بمجموعة متنوعة من المحركات يضعها كلاعب مرن في الصناعة المتغيرة باستمرار.