يمثل يوم الجمعة السوداء بداية موسم التسوق للعطلات، الذي سيكون مؤشراً مهماً على مدى قدرة المستهلكين الأميركيين على الصمود أمام ضغوط التضخم. وقد تعكس هذه الفترة كيفية تعامل المشترين مع ارتفاع الأسعار، حتى مع تراجع معدلات التضخم.
ارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 1.7% الأسبوع الماضي، مقترباً من أعلى مستوياته على الإطلاق، بدعم من أرباح قوية للربع الثالث، والتي زادت بنسبة 9% مقارنة بالعام السابق. ومع ذلك، أظهرت تقارير الأرباح الأخيرة تبايناً: رفعت وولمارت توقعاتها، بينما توقعت تارجت نتائج ضعيفة بسبب تحول المستهلكين ذوي الميزانية المحدودة إلى المنافسين.
يمثل إنفاق المستهلكين، الذي يشكل أكثر من ثلثي الاقتصاد الأميركي، نقطة تركيز رئيسية. وعلى الرغم من زيادة التفاؤل مقارنة بالعامين الماضيين، أظهر استطلاع مورغان ستانلي أن المستهلكين ما زالوا انتقائيين في مشترياتهم، مما يعكس ضغوطاً مالية مستمرة.
كما عانت أسهم تجار التجزئة من تباين مماثل. فقد حققت شركات مثل وولمارت وكوستكو مكاسب كبيرة بنسبة 70% و46% على التوالي في عام 2024، بينما سجلت شركات مثل دولار جنرال ودولار تري تراجعاً حاداً بسبب تأثير التضخم على العملاء ذوي الدخل المنخفض.
هذا الموسم يعد اختباراً لاستراتيجيات التجزئة، حيث يؤكد المحللون أهمية التكيف مع احتياجات المستهلكين مع إدارة التكاليف بفعالية.
سيتم مراقبة أرباح تجار التجزئة مثل بيست باي ومايسيز عن كثب هذا الأسبوع، إلى جانب مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي، الذي سيقدم رؤى جديدة حول اتجاهات التضخم.
سيحدد موسم التسوق هذا ليس فقط معنويات المستهلكين ولكن أيضاً التوقعات الاقتصادية الأوسع لعام 2024.