تبدأ أسهم CATL، أكبر مُصنّع لبطاريات السيارات الكهربائية في العالم، التداول في بورصة هونغ كونغ في 20 مايو، بعد اكتتاب عام ضخم بقيمة 4.6 مليار دولار، وهو الأكبر على مستوى العالم حتى الآن هذا العام.
توفر الشركة الصينية بطارياتها لعمالقة صناعة السيارات مثل تسلا وفولكس فاجن، بالإضافة إلى شركات ناشئة صينية مثل Nio، مما يجعلها لاعبًا محوريًا في سلسلة التوريد العالمية للسيارات الكهربائية. وستُظهر تداولات الغد مدى شهية المستثمرين العالميين تجاه إحدى أنجح الشركات الصينية، في وقت يشهد تصاعد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين.
سعّرت الشركة أسهمها عند 263 دولار هونغ كونغي (33.63 دولار أمريكي)، وهو الحد الأعلى للنطاق السعري المُعلن. وتُعد هذه الصفقة مماثلة لحجم اكتتاب شركة Midea Group في سبتمبر الماضي. وعلى سبيل المقارنة، بلغ أكبر اكتتاب في الولايات المتحدة هذا العام 1.75 مليار دولار لشركة الغاز الطبيعي Venture Global.
ورغم أن أسهم CATL مُدرجة بالفعل في بورصة شنجن، فإن الإدراج في هونغ كونغ يمنح الشركة وصولًا إلى أسواق مالية أكثر سيولة وجاذبية للمستثمرين الدوليين. فأسهم “H” التي تُتداول في هونغ كونغ أسهل تداولًا من “A-shares” الصينية. كما ازدادت تدفقات المستثمرين الصينيين إلى هونغ كونغ مؤخرًا، بحثًا عن فرص في شركات مثل علي بابا وتينسنت.
ما هي شركة CATL؟
تأسست CATL عام 2011 على يد روبن زينغ، وتُنتج حاليًا ما يقارب 38٪ من بطاريات السيارات الكهربائية عالميًا، وفقًا لشركة SNE Research. وتتفوق على منافسين مثل BYD وLG Energy. وتحظى بدعم حكومي من بكين ضمن استراتيجيتها لتعزيز الصناعات الاستراتيجية مثل البطاريات والطاقة المتجددة.
وقد أعلنت مؤخرًا عن بطارية جديدة تُوفر نطاق قيادة 320 ميلًا بشحن مدته 5 دقائق، متفوقة على أحدث بطارية من BYD بمدى 250 ميلًا. ومع ذلك، تُواجه الشركة تباطؤًا في سوق السيارات الكهربائية، خاصة مع حرب الأسعار المحتدمة في السوق الصيني.
سجلت CATL إيرادات قدرها 50.2 مليار دولار في عام 2024، بانخفاض 9.7٪، فيما ارتفعت الأرباح بنسبة 15٪ إلى 7 مليارات دولار – وهو رقم قياسي للشركة. كما ارتفعت أسهمها في شنجن بنسبة 28٪ خلال العام الماضي.
تصاعد التوتر مع الولايات المتحدة
يأتي التوسع العالمي لشركة CATL وسط تصاعد التوترات بين الصين والولايات المتحدة. ففي يناير، صنّفت وزارة الدفاع الأمريكية الشركة كـ”شركة عسكرية صينية”، في إشارة إلى دورها المحتمل في تحديث الجيش الصيني. وعلى الرغم من أن التصنيف لا يُفرض عقوبات مباشرة، إلا أنه أثار انتقادات سياسية.
وقد تعاونت جي بي مورغان وبنك أوف أمريكا مع الشركة لإدارة الطرح العام في هونغ كونغ، ما أثار غضب أعضاء في الكونغرس الأمريكي. وردًا على ذلك، غيّرت CATL هيكل الطرح لمنع المستثمرين الأمريكيين من المشاركة.
في المقابل، تسعى شركة Chery Group الصينية، المتخصصة في السيارات الكهربائية منخفضة التكلفة، إلى جمع 1.5 مليار دولار في اكتتابها القادم، دون دعم من بنوك أمريكية.
وفي ظل هذه الأجواء الجيوسياسية، قد تُصبح هونغ كونغ ملاذًا للشركات الصينية التي تواجه خطر الشطب من الأسواق الأمريكية، مما يُعزز من اتجاه “الاكتتابات العائدة” إلى الأراضي الصينية.