في عام 2023، برز صندوق الاستثمارات العامة السعودي كمركز قوي في إنفاق صناديق الثروة السيادية العالمية، حيث ساهم بمبلغ مذهل قدره 31.5 مليار دولار، وهو ما يشكل حوالي ربع إجمالي 123.8 مليار دولار أنفقتها صناديق الثروة السيادية في جميع أنحاء العالم، كما تم الكشف عنه في التقرير السنوي الصادر من جلوبال إس دبليو إف (Global SWF) المتخصص في الصناعة. ويسلط التقرير، الذي نُشر في الأول من يناير، الضوء على الدور الهام الذي يلعبه صندوق الاستثمارات العامة في المشهد المالي العالمي. وساهم الارتفاع الذي شهدته أسواق الأسهم العالمية على مدار العام في تحقيق مستوى قياسي بلغ 11.2 تريليون دولار من الأصول التي تديرها صناديق الثروة السيادية على مستوى العالم. وعلى الرغم من الاتجاهات الإيجابية، يشير التقرير أيضًا إلى أن إجمالي الإنفاق من قبل صناديق الثروة السيادية في عام 2023 كان أقل بنسبة 21% عن العام السابق، مما دفع إلى ملاحظة نهج حذر محتمل بين هذه المؤسسات، على الرغم من وفرة رأس المال المتاح.
علاوة على ذلك، يؤكد التقرير على التركيز المتزايد على الاستثمارات المستدامة، مشيرًا إلى أن إجمالي الإنفاق الخاضع للرقابة السيادية على تحول الطاقة، والذي يشمل مبادرات من الهيدروجين الأخضر إلى تعدين الليثيوم، وصل إلى مستوى غير مسبوق قدره 25.9 مليار دولار في عام 2023. وعلى الرغم من انخفاض الإنفاق الإجمالي، فإن هذا المبلغ الكبير ويعكس الاستثمار في المشاريع المستدامة التزام صناديق الثروة السيادية بالمساهمة في التحول العالمي نحو تكنولوجيات أنظف وأكثر صداقة للبيئة. والجدير بالذكر أن مؤسسة الخليج للاستثمار في سنغافورة، وهي مساهم رئيسي في إنفاق صناديق الثروة على مدى السنوات الست الماضية، شهدت انخفاضًا بنسبة 48٪ في الاستثمارات في عام 2023، حتى مع تدفق كبير قدره 144 مليار دولار من البنك المركزي في البلاد. ويسلط تقرير صناديق الثروة السيادية العالمية الضوء أيضًا على الديناميكيات المتغيرة في صفقات صناديق الثروة، حيث عززت الصناديق الخليجية هيمنته