تجاوزت الأسهم الأمريكية التوقعات وتغلبت على مخاوف الركود والأزمة المصرفية وارتفاع عوائد سندات الخزانة لتحقيق زيادة ملحوظة بنسبة 20% عن أدنى مستوياتها في أكتوبر. هذا الارتفاع في أسعار الأسهم، الذي يلبي تعريف السوق الصاعدة يسلط الضوء على مرونة السوق على الرغم من الظروف الصعبة.
ووصل مؤشر أس أند بي 500 القياسي إلى أدنى نقطة له في 12 أكتوبر 2022، عند 3,577.03، بانخفاض 25% عن أعلى مستوى له على الإطلاق. كان هذا الانخفاض ناتجاً عن الزيادات الهائلة في أسعار الفائدة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي استجابة لمستويات التضخم المرتفعة.
ومع ذلك، حقق المؤشر انتعاشاً كبيراً، حيث أغلق عند 4,293.93 يوم الخميس، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 0.6%. يمكن أن يُعزى هذا الدفع الإيجابي إلى التفاؤل المتزايد بشأن التوقعات الاقتصادية والإشارات إلى أن دورة رفع أسعار الفائدة تقترب من نهايتها.
والجدير بالذكر أن رحلة أس أن بي 500 من أدنى مستوياتها استغرقت 164 يوماً، مسجلة أطول ارتفاع بنسبة 20% من أدنى مستوى في السوق في العقود الخمسة الماضية.
وأعاقت عدة عوامل نمو الأسهم في البداية، بما في ذلك ارتفاع عائدات الخزانة التي وفرت فرص دخل جذابة من خلال السندات المدعومة من الحكومة، مما أدى إلى تحويل انتباه المستثمرين عن الأسهم.
بالإضافة إلى ذلك، نشأت مخاوف بسبب أزمة مصرفية تميزت بفشل مصرفي كبير لم نشهده منذ الركود العظيم. علاوة على ذلك، ساهمت المخاوف بشأن العواقب المحتملة للجدل المحتدم حول رفع سقف الديون الأمريكية في عدم يقين المستثمرين.
بالنظر إلى المستقبل، لا يزال مسار الأسهم الأمريكية غير مؤكد. بينما يشير الارتفاع الأخير إلى تحسن الظروف، ونادراً ما يتبع السوق مساراً خطياً.
وقد تستمر التحديات، مثل عوائد سندات الخزانة المرتفعة ومشكلة سقف الديون الأمريكية التي لم يتم حلها، في التأثير على أداء الأسهم.
وسيراقب المستثمرون والمحللون عن كثب المؤشرات الاقتصادية والقرارات السياسية من مجلس الاحتياطي الفيدرالي لمعرفة الاتجاه المستقبلي للأسهم الأمريكية.