سجل المستثمرون السعوديون نشاطًا قياسيًا في أسواق الأسهم الأمريكية خلال الربع الأول من عام 2025، حيث بلغت قيمة التداولات 164.3 مليار ريال (43.8 مليار دولار)، بزيادة سنوية قدرها 164٪، وفقًا لبيانات هيئة السوق المالية.
وتُشكّل الولايات المتحدة الآن الغالبية العظمى من تداول السعوديين في الأسواق الأجنبية، حيث استحوذت على نحو 99٪ من إجمالي تداولات الأسواق الخارجية البالغة 166.2 مليار ريال. في المقابل، سجلت الأسواق الخليجية تداولات بقيمة 953 مليون ريال فقط، فيما جذبت الأسواق الآسيوية والأوروبية 81 مليونًا و254 مليون ريال على التوالي. أما الأسواق العربية فبقيت هامشية عند 13 مليون ريال.
وجاء هذا الزخم مدفوعًا بأداء قوي لأسهم التكنولوجيا الأمريكية، لا سيما “السبعة العظماء”، الذين أعلنوا عن أرباح وتوقعات إيجابية. كما ساهم استقرار أسعار الفائدة الأمريكية بين 4.25٪ و4.5٪ وتوقعات خفضها لاحقًا في 2025 في دعم ثقة المستثمرين.
كما ساعدت التكنولوجيا والتطور التنظيمي وارتفاع الوعي الاستثماري على تقليل الحواجز أمام التداول في الأسواق العالمية، مما زاد من ثقة المستثمرين السعوديين.
في السوق المحلية، بلغت التداولات خلال الفترة نفسها 730.6 مليار ريال، ما يعني أن الأسهم الأمريكية وحدها شكّلت ما يقارب 18٪ من إجمالي تداولات الأفراد والمؤسسات السعودية.
وتضاعف حجم تداول السعوديين في الأسهم الأمريكية مقارنة بالربع الأول من 2022 (85.9 مليار ريال)، وتضاعف ثلاث مرات مقارنة بعامي 2023 و2024. ومن المتوقع أن تعزز الإيصالات السعودية للإيداع الروابط بين الأسواق المحلية والعالمية.
وتعكس هذه التحولات تطور قاعدة المستثمرين في المملكة وسعيها نحو تكامل مالي عالمي متسارع.