جذبت السعودية 22.2 مليار ريال (5.9 مليار دولار) في صافي الاستثمار الأجنبي المباشر خلال الربع الأول من 2025، بزيادة 44% على أساس سنوي، وفقًا للهيئة العامة للإحصاء (GASTAT). يعكس هذا الارتفاع زيادة التدفقات الداخلة وانخفاضًا حادًا في التدفقات الخارجة، مما يبرز ثقة المستثمرين في مسيرة التحول الاقتصادي في المملكة.
وتقارن هذه الأرقام بـ15.5 مليار ريال في الربع الأول من 2024، رغم أنها تمثل انخفاضًا بنسبة 7% مقارنة بالربع الرابع من 2024 الذي سجل صافي تدفقات بلغ 24 مليار ريال. وبلغت التدفقات الإجمالية الداخلة 24 مليار ريال، بارتفاع 24% عن العام السابق، لكنها أقل بنسبة 6% من الربع السابق.
ويُعد صافي الاستثمار الأجنبي المباشر مؤشرًا أدق على استدامة الاستثمارات، إذ يستثني التدفقات الخارجة مثل الأرباح والمدفوعات. وتراجعت التدفقات الخارجة في الربع الأول 2025 بنسبة 54% سنويًا لتصل إلى 1.8 مليار ريال، رغم زيادتها 7% عن الربع الرابع 2024.
تتزامن هذه النتائج مع صعود السعودية إلى المركز الـ13 عالميًا في مؤشر كيرني لثقة الاستثمار الأجنبي المباشر لعام 2025، محافظة على مركزها كثالث أكثر الأسواق الناشئة جاذبية في العالم.
وتعزز الشركات العالمية الزخم؛ حيث افتتحت Dell Technologies مؤخرًا مكتبًا إقليميًا في الرياض لتنضم إلى شركات مثل PepsiCo وSchneider Electric وMorgan Stanley وPwC وDeloitte التي وسعت عملياتها للاستفادة من السوق السعودي المتسارع ومشروعاته الضخمة البالغة 1.1 تريليون دولار.
وأشار تقرير GASTAT إلى مرونة المملكة رغم التحديات العالمية، إذ أظهرت بيانات الأونكتاد انخفاض تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر الواردة للسعودية 31% في 2024 إلى 15.73 مليار دولار، بينما ارتفعت التدفقات الخارجة 27.1% إلى 22.04 مليار دولار.
وحذرت S&P Global هذا الشهر من احتمال تباطؤ الاستثمارات الأجنبية في دول الخليج خلال 2025 نتيجة انخفاض أسعار النفط وتباطؤ تنفيذ خطط التنويع الاقتصادي، رغم استمرار السعودية في تميزها بإصلاحاتها الاستباقية.